2012-11-15 • فتوى رقم 60017
باسم الله الرحمن الرحيم
زوجي قام بتزوير بعض الأوراق التي تعود ملكيتها لأبيه حتى يقوم ببيع الأراضي ويجمع المال بهذه الطريقة دون علم أبيه الكبير في السن ودون علم إخوته، وأنا اطلعت على تلك الأوراق المزورة بالصدفة وعلمت ما في الأمر من ضرر وخطورة على حق أخواته في المستقبل بعد وفاة أبيهم، حتى أنه باع عدة قطع أرضية وانتفع بأموالها، وأنا يا دكتور في حيرة من أمري حيث اكتشفت أني آكل أنا وأولادي من مال حرام لا حق لنا فيه، فماذا أفعل يا دكتور؟ هل أخبر إخوته بالأمر حتى يوقفوه عند حده؟ وهل أمتنع أنا وأولادي عن الأكل لأنني لا أشتغل وعلمت أن ماله ليس من عرق جبينه؟
أرجو الجواب على سؤالي وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا بد من أن تنصحي زوجك بالحكمة واللين، وتذكريه بالله تعالى، وتخوفيه من عقابه، وتحثيه على إعادة الحق لأهله، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين) .
ولا يحل لكم أنتم تملك شيئ من المال المغصوب، ولابد من رده لأصحابه، والتنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك إذا كان المأكول طعاماً حلالاً؛ لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله، ولا غنى عن نصحه بالكلمة الطيبة، لعله يقلع عن هذا المحرم، وأسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.