2006-07-06 • فتوى رقم 6155
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
علمت أنه يستلزم توثيق الدين كما أمر الله سبحانه وتعالي، ولكن أحياناً يستقرض مني أخ لى، فهل على من إثم اذا لم أوثق هذا الدين؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فجمهور الفقهاء على أنّ كتابة الدّين مندوب إليها وليست واجبةً؛ إذ الأمر في قوله تعالى : «فَاكْتُبُوهُ» للإرشاد لمن يخشى ضياع دينه بالنّسيان أو الإنكار، حيث لا يكون المدين موضع ثقةٍ كاملةٍ من دائنه ، يدلّ على ذلك قوله تعالى : «فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ» وهو يفيد أنّ الكتابة غير مطلوبةٍ إذا توافرت الأمانة والثّقة بين المتعاملين، وقد درج النّاس من عهد الصّحابة إلى يومنا هذا على عدم كتابة الدّيون ما دامت الثّقة قائمةً بين المتداينين ، ولم ينقل عن فقهائهم نكير مع اشتهار ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.