2006-07-19 • فتوى رقم 6338
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الرسالة إلى الشيخ شخصيًا، وأود أن يجيب عليها سريعًا؛ لأني منذ عامين وأنا في هذه المشاكل، وأنا أحاول أن أخلص منها، ولكن لم أستطع، فلذلك فإنني أود الإجابة بطريقة واضحة ومفصلة.
لقد حاولت بأكبر قدر ممكن من التلخيص، وهذا هو الموضوع بعد التلخيص، وجزاكم الله خيراً.
(( أنا في الثالثة عشرة من عمري ولي صاحب أحبه وأحترمه اسمه (مؤيد)، وكنت معه خير الأصحاب في المدرسة، وفي أحد الأيام كنا جالسين في الفصل، فإذا جالس يحكي لي عن ما يفعله خارج المدرسة مع أصدقاء السوء، وقد جاءني بالتدرج وأنا كنت أنصحه ، ولكن بعد فترة أصبح يفتخر بهذه المعاصي والآثام والعياذ بالله ، وأنا مستمر في نصيحته طوال تلك الفترة ولكن لا حياة لمن تنادي.
وعندما كنت في الصف الأول متوسط كان يجاورني أحد الطلاب اسمه (محمد) من خير طلاب الفصل، وكانت علاقتنا ليست سيئة حيث كان في هذه السنة أي السنة الثانية متوسط فصلين متجاورين، وكنا نتحدث بشكل بسيط، وبحسب الظروف وكنت (أحبه حب غريب)، وأرى منه صفات جميلة وحسنة، ولم يكن مثل أصحابه الباقين (مروان) و(عبدالإله).
فطلبت منه أن يساعدني وقلت له على الموضوع كي يساعدني، فلم يخيب ظني فيه حيث كان يساعدني ويخفف علي، فكان خير من أصحابي (عامر) و(باسل)؛ لأني حينما طلبت منهم المساعدة رفضوا وبشدة.
فبعد فترة من الزمن قال لي (عبدالإله) إن (محمد) ذاك الطيب إنه يفعل من أهل الفسق والمحرمات، ففي تلك اللحظة جاءني انهيار وكان وجهي واضح عليه آثر التعب والإرهاق، فسألوني ماذا بك؟ فكنت أجيبهم بلا شيء. وأنا في الواقع لم أطلب في هذه المرة المساعدة من أحد لأني أعرف أن كلهم والعياذ بالله فاسقين خاصةً (عبدالإله) و (مروان) و (مؤيد)، والذي كان يساعدني وهو (محمد) عرفت أنه منحرف أخلاقياً، وعندما سألته عن هذا الشيء جلس يضحك0
فلما عدت إلى بيتي صليت صلاة الاستخارة وسألت الله عز وجل التوفيق واستخرته بأن أذهب في اليوم التالي إلى ( الشيخ حمزة) مدرس مادة التفسير، وهو من أكبر الشيوخ في المدينة التي أعيش فيها.
فذهبت في اليوم التالي فقلت للشيخ: - عندي أصحاب أخلاقهم ليست طيبة، وأنا نصحتهم وأريدك يا أستاذ أن تنصحهم – فلم أعطيه أسمائهم سوا (مؤيد) و (عامر) لأن عامر بدأ يصبح مثل الباقين فقال: ـ أبشر ولا يسر خاطرك إلا طيب.-
ففي نفس ذلك اليوم كان لدينا حصة للأستاذ فقام بعمل أربكني، حيث كان يشير على (مؤيد) ويتكلم على المعاصي التي يفعلها، وبعد انتهاء الحصة كان (مؤيد) يشك بأنني قد قلت للأستاذ، فأنا شعرت بذلك فكنت أسأله: ما فعلت يا (مؤيد) حتى أشار الأستاذ إليك، فكان يجيب لا أدري.
ففي الحصة التي بعدها في الأسبوع التالي سألني الأستاذ أمام الفصل: يكفي أم أزيد فأجبته زيد يا أستاذ، فكانت ردة فعله الزيادة حيث كان بعض الطلاب قد شعر بأن هناك شيء غريب قد حدث من الأستاذ.
فبعد فترة قلت لـ (مؤيد) إني قلت للأستاذ، فغضب وقال لي: أمشي معي كي نقول للأستاذ إني تبت إلى الله ، المقصود بالتوبة هو (مؤيد)، فذهبنا أنا و(مؤيد) إلى الأستاذ وقلنا له إنه تاب ، فضحك الأستاذ وقال : ما شاء الله ، وهو عالم إننا كذابين، فمشى (مؤيد) معي وهو يضحك بشدة، فرآه الأستاذ فتأكد بأننا كاذبين فتركنا ولم يفعل شيء.
وبعد أيام قليلة حيث كنت مستمراً في نصيحة أصحابي كلهم وخاصة (محمد) الذي أعتبره ساعدي الأيمن، وكان (محمد) يزداد في كل يوم فسوقh وفخرًا بمعاصيه وكان (عبدالإله) و(مروان) ليس مثل الباقين من حيث قربهم مني، خاصةً أن صحبتنا كانت حديثة ولم تتجاوز الأسبوع، فعند تلك اللحظة جلست أنا و(عبدالإله) واتفقنا أن نكلم (الأستاذ فريد)، حكينا له عن القصة من أولها إلى أخرها وطلبنا منه أن يجلس مع(محمد) فوافق.
ولله الشكر والمنة كانت هذه الجلسة لها فوائد كبيرة؛ حيث بدأ (محمد) بالاستقامة والتوبة الصادقة، ولم يعد إلى تلك المحرمات أبدًا ولله الحمد، ولذلك ازداد حبي له.
وبعد أيام معدودة في الصباح الباكر داخل المدرسة وفي أحد أركانها كنا (عبدالإله) و(مروان) يتبادلون أسماء المواقع الخليعة، فرأيتهم أنا وعدد من الأصدقاء فنصحتهم فلم يسمعوا، وكان (عبدالإله) يزداد في فسقه فكنا نذهب أنا و(محمد) إلى (الأستاذ فريد)، فكان الأستاذ يوجهنا ويقول لنا ماذا نفعل خطوة بخطوة، ولكن لا فائدة.
- (عبدالإله) و(مؤيد) و(مروان) مستمرين في المحرمات والمعاصي ولا يقبلون نصيحة، خاصة أن كل واحد منهم لديه أصحاب سوء ولا يريدون أن يبعدون عنهم أبدًا، ولا يريد (عبدالإله) أن اتصل به، فأرشدوني بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد قمت بواجبك في نصحهم بارك الله تعالى لك، ولا يعنيك أمرهم بعد اليوم، وعلى كل الأحوال استمر في نصحهم وأرجو من الله تعالى أن يهديهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.