2006-08-22 • فتوى رقم 6595
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل عادي، يؤمنا فى الصلاة ولكن صوته غير مستحب لي ولغيري، وقد نبهه البعض لذلك، وأن لا يؤمنا بالصلاة ثانياً، ولكنه يصر على ذلك.
السؤال: ماحكم صلاته، وما حكم صلاة من لم يرتض صلاته وإمامته؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ذهب الفقهاء إلى كراهة التصدّي للإمامة إذا كان القوم يكرهونه، لحديث الترمذي: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اثْنَانِ امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ).
قال الحنفية: إن كان القوم يكرهونه لفساد فيه أو لأنّهم أحقّ بالإمامة منه كره ذلك تحريماً، وإن كان هو الأحق بالإمامة فلا يكره والكراهة عليهم .
وقال المالكية: إن كرهه أقلّ القوم ولو غير ذوي الفضل منهم لتلبّسه بالأمور المزرية الموجبة للزّهد فيه والكراهة له أو لتساهله في ترك السّنن كالوتر والعيدين وترك النّوافل كرهت إمامته، أما إذا كرهه كلّ القوم أو جلّهم أو ذوو الفضل منهم وإن قلّوا فتحرم إمامته لحديث أبي أمامة، ولقول عمر رضي الله تعالى عنه : لأن تضرب عنقي أحبّ إلي من ذلك.
وقال الشافعية : يكره تنزيهاً أن يؤم الرجل قوماً أكثرهم له كارهون لأمر مذموم شرعاً كوال ظالم أو متغلّب على إمامة الصلاة ولا يستحقّها أو لا يحترز من النّجاسة ، أو يمحو هيئات الصلاة، أو يتعاطى معيشةً مذمومةً، أو يعاشر الفسقة أو نحوهم وإن نصبه لها الإمام الأعظم ، لحديث :« ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم ... » ومنهم : « إمام قوم وهم له كارهون ».
والأكثر في حكم الكلّ، وإنّما كان الحكم لكره الأكثر لا الأقلّ لأنّهم يختلفون هل يتصف الإمام بما يجعله مكروهاً أم لا، فيعتبر قول الأكثر لأنّه من باب الرّواية، أما إذا كرهه دون الأكثر لا لأمر مذموم فلا تكره له الإمامة.
وقال الحنابلة : يكره أن يؤم رجل قوماً أكثرهم له كارهون إذا كانت كراهتهم له بحقّ كخلل في دينه أو فضله؛ للحديث، فإن كرهوه بغير حقّ لم يكره أن يؤمهم، وذلك بأن كان ذا دين وسنّة، قال منصور : إنّا سألنا أمر الإمامة فقيل لنا : إنّما عنى بهذا الظلمة، فأما من أقام السّنّة فإنّما الإثم على من كرهه .
وهذا بالنّسبة للأكثر من القوم أما الأقلّ فقد قال الإمام أحمد : إذا كرهه واحد أو اثنان أو ثلاثة فلا بأس حتى يكرهه أكثر القوم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.