2006-08-29 • فتوى رقم 6697
السلام عليكم
جزاك الله خيراً على هذا الموقع الرائع.
ياشيخي العزيز لدي استفسار بسيط:
أعمل في شركة فيها الكثير من النساء وأثناء عملي يحصل مايلي:
1- الكثير من النساء(الفاتنات- سافرات الوجه...) يسلمون علي، وأنا بدوري أحياناً أرد السلام بنوع من الخشونة، وأحياناً لا أرد السلام مطلقاً وأعتبر أنني لم أسمعهم، والهدف هو سد الذرائع التي قد تفضي إلى محرم.
2- أمرّ أحياناً بمجموعة من النساء أثناء عملي فأقول لهن أحياناً: السلام عليكم، وأحياناً لا أقول لأنني أظن أنه الأسلم من الناحية الشرعية عدم جواز سلام الرجل على المرأة والعكس سداً للذرائع التي قد تفضي إلى محرم.
والسؤال : هل توافقني بسلوكي هذا مع النساء؟ وهل يجب علي رد السلام في حالة سلم عليّ النساء؟
وجزاكم الله عن أمة الإسلام أحسن الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فسلام الرّجل على المرأة:
إن كانت تلك المرأة زوجةً أو من المحارم فسلامه عليها سنّة، وردّ السّلام منها عليه واجب، بل يسنّ أن يسلّم الرّجل على أهل بيته ومحارمه.
وإن كانت تلك المرأة أجنبيّةً كما هو في السؤال: فإن كانت عجوزاً أو امرأةً لا تشتهى فالسّلام عليها سنّة، وردّ السّلام منها على من سلّم عليها لفظًا واجب.
وأمّا إن كانت تلك المرأة شابّةً يخشى الافتتان بها، أو يخشى افتتانها هي أيضاً بمن سلّم عليها فالسّلام عليها وجواب السّلام منها حكمه الكراهة عند المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، وذكر الحنفيّة أنّ الرّجل يردّ على سلام المرأة في نفسه إن سلّمت هي عليه، وتردّ هي أيضاً في نفسها إن سلّم هو عليها، وصرّح الشّافعيّة بحرمة ردّها عليه.
وأمّا سلام الرّجل على جماعة النّساء فجائز، وكذا سلام جماعة الرّجال على المرأة الواحدة عند أمن الفتنة.
وممّا يدلّ على جواز سلام الرّجل على جماعة النّساء ما روي عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت :« مرّ علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلّم علينا » .
وممّا يدلّ على جواز السّلام على المرأة العجوز ما أخرجه البخاريّ عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :« كانت لنا عجوز ترسل إليّ بضاعة نخل بالمدينة فتأخذ من أصول السّلق فتطرحه في قدر، وتكركر حبّات من شعير، فإذا صلّينا الجمعة انصرفنا ونسلّم عليها فتقدّمه إلينا» ، ومعنى تكركر أي : تطحن.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.