2014-09-08 • فتوى رقم 68801
السلام عليكم يا فضيلة الشيخ.
فان قصتي طويلة، أعطاك الله تعالى صبرا حتى تتمكن علة اجابة أسئلتي و كلها متعلقة بحق الناس علىّ ولكن معقدة. فسبق لي أن اكون شابا غافلا عن ذكر الله و طاعته بالرغم ان كنت اصلي على نحو متقطع. على كل حال الحمد لله الآن تبت الى الله عز وجل، عسى الله أن يغفر ذنوبي و يتقبل توبتي. ولكن ما يؤلمني و يؤذيني هو حق الناس على، لا أعرف كيف اردّه اليهم، فواقع حالي هو كالتالي:
- كان لدينا محل لبيع السلع في التسعينات و كنت أنا ووالدي وأخي الكبير نشتغل فيها، كنت في سنّ 12 الى 15 آنذاك. أنا و أخي الكبير كنّا نأخذ المال بدون علم والدنا، وهو يعلم إننا نفعل ذلك ولكن لم يعلم بكمية المال الذي كنّا نأخذه. فكنت أنا أصرف المال في ملابس الرياضة والأكل مع الأصدقاء وكنت أدفع لهم حق الأكل في المطاعم. فلا أعرف كم من المال أخذته بدون علم أبي و لا أعلم بالتأكيد إن كنت قد بلغت 15 من السن أم لا. وأيضا بخصوص حق والدى حينما كبرت و ذهبت الى الجامعة كان والدي يعمل سائقا للتكسي و كان في سيارته بعض النقود، كنت أخذ ديناران من حين الى آخر حتى هو سأل من يأخذ المال كل يوم، فإني حلفت بأنه لست أنا، لأن الموقف كان حرجا جدا، و والدنا علم أن واحدا من الأبناء يأخذ النقود.
وأما بخصوص أخي الكبير فهو كان يأخذ المال من المحل بدون علم أبي مثلي وهو قد جمع مبلغا كبيرا داخل خزانته الخاصة. وأنا كنت أسرق من خزانته يوميا عشرة دنانير أو أكثر من ذلك حتى أصبح المبلغ حوالي ألف دناناير عراقية آنذاك. فهو علم به ولكن حدث بالمسأله في المنزل وكان أهل البيت يناقشون الموضوع ولكن لم أتجرأ بأن أقول أنا كنت السارق (يا ريت قلتها آنذاك)، ولا أعلم بالتأكيد اذا كنت قد بلغت 15 أم كنت أصغر ولكن أعلم بالتأكيد أنني لم اتجاوز 15.
فالآن انني اواجه صعوبة كبيرة في مواجهة والدي و أخي واخبارهم بالموضوع لأن الموقف سيكون حرجا جدا. وحتى ان فعلت لا أعرف كم من المال كنت أخذت من خزانة المحل، واني متأكد تماما بأن والدي قد يسامحني و أخي أيضا ولن يقبلوا مني أي مال لأنهم أغنى مني و تربطنا علاقة عائلية قوية و حميمة الحمد لله.
هل يجوز لي أن اتصدّق بمبلغ تقريبي مثلا 1000 دولار لوالدي و 200 دولار لأخي و اعطيها للمسجد ليكون صدقة جارية لهم و لن أبلغهم بالمسألة، لأنني افكر احيانا أن الله عز وجل ستر هذا الأمر لأكثر من عشرين سنة ربما يكون فيه شيء.
وقد حدث لي أعمل في فرع شركة عالمية في السنوات السابقة في العراق، وكنت قد قدمت بقائمة المصروفات حيث لم تتمثل المصروفات الحقيقية، وكان المجموع 560 دولارا امريكيا، وأعرف أن معظم هذا المصاريف لم يكن حقيقيا.
وآخر حادث لي كنت أعمل للدائرة حكومية فعينوني رئيسا للجنة المشتريات، وحينما اشترينا 8 كومبيوترات، ذهبنا الى المطعم (مع ثلاث زملائي) وأكلنا الغداء معا (50 دولارا) وحسبناها على أسعار الكومبيوترات.
وأما بالنسبة للشركة، فاني أحاول بذل قصارى جهدي في البحث عن شخص يهمه هذا الأمر وانا مستعد أن استرجع 560 بكامله، ولكن أمر شبه مستحيل لأن كثير من الأحيان لا يستمع أحد لي ولم يُرَدّ مراسلاتي عندما حاولت الاتصال بهم عبر البريد الألكتروني والتي هي الطريقة الوحيدة. وأنا أيضا مستعد أن استرجع 50 دولار للدائرة ولكن هناك مديرا عاما آخر مسؤول عن الدائرة. ومشكلة أخرى أنا الآن خارج الوطن و لا أستطيع أن أرجع ربما لسنة أخرى أو أكثر، فأخاف أن يحدث لي شيء قبل أردّ حق هؤلاء الناس علىّ.
فيا فضيلة الشيخ أرجو أن تنصحني بما ترى هو الصواب. وان شاء الله يعيننى الله عزوجل بفعل ما هوا الصواب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا
نشوان فرحان
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
التوبة واجبة عليك، والإحراج في الدنيا أهون من العذاب في النار في الآخرة، ولذا أنصحك بأن تعترف بذلك لأبيك وأخيك وتطلب منهم المسامحة، أما الغرباء فعليك أن ترد لهم ما سرقته منهم ولو بطريق الهدية لهم، أو تعلمهم وتطلب منهم السماح أيها أفضل لك وأيسر عليك، وأسال الله تعالى لك القبول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.