2015-07-22 • فتوى رقم 74721
السلام عليكم
هناك شخص لا أعرفه سرق مالا، ودفنه في التراب منذ سنة 1992، وفي تلك السنة دخل السجن ولا يزال بداخله إلى يومنا هذا، حيث له زوجة أخيه أرملة، ولها أخ يزورها ويعطف عليها هي وأبناءها، وكان يأخذ الأكل إلى هذا السجين دون أن يعلم أنه يخبأ الأموال، ولما رآه السجين هكذا أخبره بأن له نصيبا من أموال سرقها من ناس يجهلهم، ومرت عليهم حوالي 23 سنة، فأتى أخ الأرملة ليخبر صديقي بأن له نصيبا من الأموال شرط أن يساعده على حراسة المكان، وعند خروج الشخص من السجن يحدد لهم المكان ويخرجون الأموال، فأتى صديقي ليقول لشخص آخر أن يساعدهم، فقبل ذلك الشخص، ولكن دون مقابل، فقال لي صديقي: كنت أود أن أعطيه نصيبا، لكنه لم يقبل، إذن قال لي: نصيبه ستأخذه أنت، فما حكمي أنا حين آخذ الأموال؟ علما أنني ميسور الحال، ومقبل على زواج، وأنني سأتصدق بنصيب منه كزكاة مال للمسجد أو الفقراء، إضافة إلى ذلك أن أصحاب الأموال لا يعرفهم الشخص السارق.
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لكم أخذ شيء من تلك الأموال المسروقة، ويجب على السارق بعد التوبة النصوح رد المسروق إلى صاحبه إن كان موجوداً، وإلا فقيمته، وذلك بأي طريقة ممكنة، ولو دون إخباره بأمر السرقة، ولا مانع من أن تكون على شكل مساعدة، أو هدية ينتهز لها مناسبة، أو غير ذلك، وإن كان لا يستطيع الآن فحين قدرته.
ولا يبرأ إلا بذلك، أو أن يخبر المسروق منه بما كان منه فيسامحه، هذا إذا عَلِم مكان المسروق منه، فإن لم يعلم مكانه ولم يتمكن من الوصول إليه بأي طريقة فليتصدق بقيمة ذلك، وليهب الثواب للمسروق منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.