2006-10-06 • فتوى رقم 7760
فتوى (7321)، وفتوى (7319) لا علاقة لهما بسؤالي الذي سألته سابقا، ولم أحصل على إجابته لحد الآن، وهو كالتالي:
قال لي زميلي الشيعي: إننا نحن أهل السنة لا نتبع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم ما معناه (أمران لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، ولأننا لا نأخذ ديننا من أئمة أهل البيت؛ بل من الصحابة، فلذلك فإن هذه مخالفة واضحة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ما هو الرد الشرعي المقنع لهذه الشبهة؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد سبق وأن أجبتك على سؤالك برقم (7219)، وأعيد لك الجواب ثانية:
فقد أخرج الترمذي الحديث برقم (3786)عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول:(يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ماإن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
فالمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم، والعمل بروايتهم، والاعتماد على مقالتهم.
وهو لا ينافي أخذ السنة من غيرهم لقوله تعالى:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )، وقوله صلى الله عليه وسلم :(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) انظر فتح الباري، وقوله صلى الله عليه وسلم:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) وقوله:(اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) رواه الترمذي وابن ماجه.
فمعنى التمسك بالكتاب: العمل بما فيه؛ وهو الائتمار بأوامر الله تعالى؛ والانتهاء عن نواهيه، ومعنى التمسك بالعترة: محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم إذا لم يكن مخالفا للدين.
فاختصاص أهل البيت بالشرف والنسب لا أثر له في الاجتهاد واستنباط الأحكام من مداركها، بل المعول في ذلك إنما هو على الأهلية للنظر والاستدلال ومعرفة المدارك الشرعية وكيفية استثمار الأحكام منها، وذلك مما لا يؤثر فيه الشرف ولا قرب القرابة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.