2006-10-06 • فتوى رقم 7777
في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، أحد معاني الحديث أن الأجر يكتب بحسب نية الإنسان، سؤالي هو:
بالنسبة للعبادات التي ورد فيها أكثر من نية ثابتة بالأحاديث الصحيحة، إذا تذكرت بعض النيات ونسيت أن أنوي البعض الآخر أو لا أعلمه أصلا ، فهل يكتب لي أجر فضل العمل كله (ما نويته وما نسيته أو ما لا أعلمه)؟
مثال ذلك: قول سبحان الله وبحمده 100 مرة، يغفر بقولها الذنوب (الصغائر)، وأيضا للقائل بكل واحدة يغرس لك نخلة في الجنة، فهل إذا نويت النية الأولي مثلا ونسيت الثانية وشرعت في الأذكار هل يكتب لي الأجر الآخر لأنه ثابت في حديث صحيح أم لا يكتب لي الأجر لأنني لم أنوه؟
كذلك تعدد النيات في الصوم، وفي المكث في المسجد، والمشي إلى المسجد، وفي الصدقة، وكثير من الأعمال الأخرى، حيث إن أي عمل في الإسلام غالبا له أكثر من فضل، ولذلك قالوا: العلماء تجار نوايا، وأنا من عامة المسلمين، ومن المؤكد أن هناك نوايا لأعمال أنا أعملها ولها فضائل أخرى أنا لا أعلمها، فهل يكتب لي فضل العمل بكل نية أتذكرها وأنويها، أم يكتب لي كل فضائل هذا العمل طالما هي ثابتة وأنا فعلتها حتى وإن كنت علمت البعض وجهلت البعض الآخر؟
جزاكم الله خيراً، ونفعكم بعلمكم، وزادكم من فضله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان الشارع رتب الثواب على العمل فيكون لك ثواب مارتبه عليه، سواء علمت به أم لم تعلم.(مثاله: وقولك سبحان الله وبحمده مئة مرة)
أما إن رتب الشارع الثواب على النية فلا يكون لك ثواب العمل ما لم تنوه.(مثاله المكوث في المسجد، فإن نويت معه الاعتكاف فيه أخذت أجر الاعتكاف أيضاً).
وأتمنى لك القبول والتوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.