2006-10-12 • فتوى رقم 8020
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
سيدي الشيخ:
والدي تجاوز السبعين من عمره، متزوج من امرأة ثانية غير والدتي، وله منها أولاد وبنات بنفس عددنا أنا وأخوتي.
من أكثر من خمس وعشرين عاماً تَرَكَنا صغاراً نحن ووالدتي، وأخذ زوجته الثانية وأولادها وهرب إلى بلد عربي مجاور هروباً أمنيا، فسكنا في داره, وعنده من الأرض أكثر من عشرين هكتاراً (200 دونم)، قمنا بإصلاح بعضها بالآلات الزراعية عدة مرات، (قمنا بتنظيفها من الصخور والحجارة التي كانت تملأ مساحة واسعة منها)، وبعد استصلاحها تركنا قسماً منها للزراعة البعلية، وقسم آخر قمنا بتشجيره بأشجار الزيتون، علماً أنها كانت غير صالحة للزراعة كما ذكرت سابقاً.
ومن خلال عملنا في هذه الأرض وفرنا مبلغاً من المال استطعنا شراء جرار زراعي للعمل فيها، وكل هذا العمل بموافقته، حيث كنت أزوره كل سنة آخذ موافقته شفهياً على هذه الأعمال، وكنت آخذ معي بعض المال الذي أستطيع أن أستخلصه من خلال عملي، وكنت أسأله عن كل الأعمال التي أقوم بها، فقال لي: كل عمل تقومون به فهو لكم، من بناء وغيره.
وبعد مرور خمس وعشرين عاماً عاد إلى وطنه ومعه زوجته وأولاده، فأعطيناه داره ودار سكن أخرى قمنا ببنائها بعد خروجه، ثم طلب منا الأرض وأخذها، ثم طلب الأرض المشجرة بالزيتون للاستيلاء عليها، (علماً أننا لا نملك ذرة تراب غيرها)، فأخذها ولم يعطنا أي شيء من هذه الأرض، وحرمنا كل شيء حتى من موسمها، علماً أننا في هذا العام فلحنا الأرض وزرعناها، وعند جني المحصول رفض أن يعطينا أي شيء من أتعابنا، بل أخذ كل شيء له ولزوجته الثانية وأولادها، علماً أنني كنت موظفاً في الدولة وتركت وظيفتي مكرهاً بسبب ما نسب إليه من تهم، فتحملت وزر هذه التهم، وجنيت خسارة الوظيفة.
وليس لدينا (أنا وأخوتي) مورد رزق إلا من هذه الأرض، فما هو حكم الشارع في الأشجار التي غرسناها منذ خمس وعشرين سنة؟
وما حكم الشارع في الجرار الذي وفرنا ثمنه من تعبنا في الأرض؟
وما حكم الشارع في الثمار التي جناها هذا العام، هل لنا حق فيها، وهل لنا عنده حق في أرضه؟
المرسل : المتوكل على الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكان عليكم قبل العمل في هذه الأراضي الاتفاق معه على طريقة لاقتسام الربح والمواسم بنكم وبينه، وما دام شيئا من ذلك لم يتفق عليه معه، فأرى أن له المواسم كلها، ولكم أجر أمثالكم في العمل في هذه الأرض مادام العمل كان بموافقته، يقدر ذلك لكم خبراء في الزراعة، وعلى كل حال أرجو أن تبروا بوالدكم وترضوا منه بالقليل حتى يبارك الله تعالى لكم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.