2016-08-06 • فتوى رقم 80632
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في الجزائر معظم الناس عند موت شخص تقام له ما يسمى عشاء القبر في اليوم الأول، والأسبوع في اليوم السابع والأربعين بعد مرور 40 يومًا على وفاته، والغريب في الأمر أنه يعتبرون من لا يفعل هذا خارجًا عنهم ويقاطعونه ولا يواسوه في مصائبه مستقبلًا، نريد من فضيلتكم حكمًا شرعيًا لهؤلاء.
وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيكره أن يصنع أهل الميّت طعاما للنّاس؛ لأنّ فيه زيادة على مصيبتهم، وشغلاً على شغلهم، وتشبّها بأهل الجاهليّة، لخبر جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه قال: كنّا نعدّ الاجتماع إلى أهل الميّت، وصنيعة الطّعام بعد دفنه من النّياحة. أخرجه أحمد.
أما أن يكون ذلك من مال الميت فلا يجوز، إلا إن يتبرع جميع الورثة راضين بذلك، وكانوا بالغين عاقلين، أو أن يوصي به قبل موته.
لكن السنة أن يصنع أقارب الميت أو جيرانه الطعام لأهل الميت، لا أن يقدموه هم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لأهل جعفر طعاما، فإنّه قد جاءهم ما يشغلهم» أخرجه الترمذي.
فعلى المسلمين أن يخضعوا عاداتهم لشرع ربهم، وينبذوا ما خالف الشرع منها.
ويجوز لدى جماهير الفقهاء للإنسان أن يتصدق على الفقراء والمساكين ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيئا إن شاء الله تعالى، سواء في ذلك الصدقة العادية أو الصدقة الجارية، ومثل ذلك قراءة القرآن على روحه وكل الطاعات النافلة، ولا ينبغي أن ياسر المرء نفسه بعادات قديمة لا معنى لها، كالأربعين أو غير ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.