2017-02-20 • فتوى رقم 83601
السلام عليكم
أنا شاب كنت أسرق فكسبت مالًا كثيرًا بالحرام، والآن توقفت عن هذا، وأنا أصلي ولكن في كل مرة أبدأ عملًا أو تجارة لا أوفق، وأنا فقير حاليًا، فهل هذا ابتلاء أم عين أم حسد؟ مع العلم أني تخلّصت من ذلك المال الحرام، ولم يبقَ لي سوى الأشياء المنزلية، وأنا لا أستطيع العيش دونها، وليس عندي المال لشراء أخرى فماذا أفعل؟
وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالسرقة محرمة وهي من كبائر الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" متفق عليه. ويجب على السارق بعد التوبة النصوح رد المسروق إلى صاحبه إن كان موجوداً، وإلا فقيمته، وذلك بأي طريقة ممكنة، ولو دون إخباره بأمر السرقة، ولا مانع من أن تكون على شكل مساعدة، أو هدية ينتهز لها مناسبة، أو غير ذلك، وإن كان لا يستطيع الآن فحين قدرته.
ولا يبرأ إلا بذلك، أو أن يخبر المسروق منه بما كان منه فيسامحه، هذا إذا عَلِم مكان المسروق منه، فإن لم يعلم مكانه ولم يتمكن من الوصول إليه بأي طريقة فليتصدق بقيمة ذلك، وليهب الثواب للمسروق منه.
فإن تبت توبة نصوحا تاب الله عليك، وعليك بإرجاع حتى الأشياء المنزلية لأصحابها بأي طريقة، أو قيمتها، ولو بالاقتراض، وعندئذ يرضى الله عليك إن شاء الله ويعفو عنك، ويوفقك وييسر لك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.