2006-10-21 • فتوى رقم 8392
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً.
ما حكم المرأة إذا صلت التراويح جهراً وهي في بيتها؟
وهل يجوز للإنسان أن يقول الذكر في السجود?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللمرأة الخيار في القراءة في صلاة التراويح، إن شاءت جهرت دون جهر الرجال إذا لم يوجد عندها رجل أجنبي، وإن شاءت خافتت.
والدعاء حال السجود جائز، وهو مظنّة الإجابة؛ لأنّ فيه يتمثّل كمال العبوديّة والتّذلُّل والخضوع للّه تعالى، يضع العبد أكرم ما فيه، وهو جبهته ووجهه على الأرض وهي موطئُ الأقدام، تعظيماً لربّه تبارك وتعالى، ومع كمال التّذلل والتّعظيم يزداد القرب والمكانة من ربّ العزّة، فيكون ذاك مظنَّة عود اللّه تعالى على عبده بالرّحمة والمغفرة والقبول، ولهذا قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: « إنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأمّا الركوع فعظّموا فيه الرّبّ عزّ وجلّ، وأمّا السجود فاجتهدوا في بالدعاء، فقَمِنٌ أن يستجاب لكم»، رواه مسلم، وروى أبو هريرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم.
ولا فرق في ذلك بين سجود الفرض وسجود النّفل، إلا ما قاله الحنفية والقاضي أبو يعلى من الحنابلة من أنّه لا يستحب الزّيادة على «سبحان ربّي الأعلى» في الفرض، وفي التّطوع روايتان.
ونصّ المالكيّة والشّافعيّة على أنّه يندب الدعاء في السجود.
وزاد الشّافعيّة: بدينيّ أو دنيوي إن كان منفرداً أو إماماً لمحصورين، أو لم يحصل بالدعاء طول، وإلا فلا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.