2017-07-23 • فتوى رقم 85798
السلام عليكم
الزنا هو الدخول أم مجرد احتكاك الأعضاء والملامسات والمداعبات في حكم الزنا؟ والتوبة من هذا الفعل مغفورة؟ ولو كتب عليه أمام الله أنه زانٍ وتزوج / تزوجت وهي بكر ربنا سيقدر زانٍ / زانية لأن الزاني في سورة النور الزاني لا ينكح إلا زانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا هو الدخول، أما الاحتكاك والملامسات وغيره ذلك فهي من مقدمات الزنا ومحرمة أيضا.
قال الله تعالى: ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)).
فمعنى الآية أنه جرت العادة أن الشخص الزاني لا يتزوج إلا زانية مثله أو مشركة، وكذلك المرأة الزانية لا تميل بطبعها إلا إلى الزواج من رجل زان مثلها أو من رجل مشرك، وذلك لأن المؤمن بطبعه ينفر من الزواج بالمرأة الزانية، وكذلك المرأة المؤمنة تأنف من الزواج بالرجل الزاني، فالآية الكريمة تحكي بأسلوب بديع ما تقتضيه طبيعة الناس في التآلف والتزاوج، وتبين أن المشاكلة في الطباع علة للتلاقي، وأن التنافر في الطباع علة للاختلاف.
وفي هذه الآية زَجرٌ كبير، وإيضاح بأن من يرغب في زواج الزانية فهو في نظر الناس زانٍ أو مشرك، والزانية لا يرغبُ في زواجها الصالحون من الرجال المؤمنين، وهذا النكاح لا يليق بالمؤمنين لما فيه من التشبه بالفسقة، والتعرض للتهم. أما إذا تابت الزانيةُ فيجوز الزواج منها، وكذلك الزاني إذا تاب يجوز أن يتزوج من المؤمنات العفيفات، نصّ على ذلك الفقهاء رحمهم الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.