2017-07-27 • فتوى رقم 85826
أنا أخذت مال غيري وأنا في سن المراهقة؛ لأني لا أعرف عواقبه، الآن أنا تبت وأريد إرجاع المال لأصحابه، ولكن هناك أشخاص لا أعرفهم، وأخذت مالًا منهم وجاءوا إلى بيتي وعرفوني وأنا حلفت على القرآن أنه ليس أنا، والآن أنا لا أعرفهم ولا أعرف حتى اسم الشخص الذي أخذت المال منه، ولا أعرف مقدار المال.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالسرقة محرمة وهي من كبائر الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" متفق عليه. ويجب على السارق بعد التوبة النصوح رد المسروق إلى صاحبه إن كان موجوداً، وإلا فقيمته، وذلك بأي طريقة ممكنة، ولو دون إخباره بأمر السرقة، ولا مانع من أن تكون على شكل مساعدة، أو هدية ينتهز لها مناسبة، أو غير ذلك، وإن كان لا يستطيع الآن فحين قدرته، وإن كان لا يعلم قيمة المسروق ومقداره، فليقدر ذلك بغلبة ظنه، وليأخذ بالأحوط.
ولا يبرأ إلا بذلك، أو أن يخبر المسروق منه بما كان منه فيسامحه، هذا إذا عَلِم مكان المسروق منه، فإن لم يعلم مكانه ولم يتمكن من الوصول إليه بأي طريقة فليتصدق بقيمة ذلك، وليهب الثواب للمسروق منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.