2006-11-10 • فتوى رقم 8783
ماهي أفضل أوقات التسبيح وقراءة القرآن؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس للذّكر -ومنه التّسبيح- وقت معيّن، بل هو مشروع في كلّ الأوقات.
روي عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت:«كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يذكر اللّه على كلّ أحيانه» رواه البخاري.
وفي قوله تعالى:«الّذينَ يَذْكُرونَ اللّهَ قِيَامَاً وَقُعُودَاً وعلى جُنُوبِهمْ» [آل عمران:191] ما يدلّ على استحباب الذّكر في جميع الأحوال الّتي يكون عليها الإنسان من يومه وليله.
إلاّ أنّ أحوالاً منها ورد الشّرع باستثنائها: كالخلاء عند قضاء الحاجة، وفي حالة الجماع، وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب، وفي الأماكن المستقذرة والدّنسة، وما أشبه ذلك ممّا يكره الذّكر معه.
كماورد في بعض الأخبار استحباب التّسبيح في أوقات خاصّة، من ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:«من سبّح اللّه في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد اللّه ثلاثاً وثلاثين، وكبّر اللّه ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر». أخرجه مسلم.
ويستحبّ التّسبيح في الإصباح والإمساء، لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:«من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان اللّه وبحمده مائة مرّة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل ممّا جاء به، إلاّ أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» أخرجه مسلم، وفي رواية أبي داود «سبحان اللّه العظيم وبحمده».
ويستحبّ التّسبيح ونحوه عند الكسوف والخسوف، لما روي عن عبد الرّحمن بن سمرة رضي الله عنه قال:«أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد كسفت الشّمس وهو قائم في الصّلاة رافع يديه، فجعل يسبّح ويهلّل ويكبّر ويحمد ويدعو حتّى حسر عنها، فلمّا حسر عنها قرأ سورتين وصلّى ركعتين». أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.