2006-11-27 • فتوى رقم 9141
سيدي الفاضل:
جزاك الله عنا كل خير واطال الله في عمرك .
سيدي:
ورثنا عن والدنا: (صالات صناعية، أراضي معدة للبناء، أرض بعل، معمل صناعي، حصة سهمية في معمل نسيج).
بعد جدال لمدة 3 سنوات من الاختلاف في طريقة تقسيم التركة، وبسبب تضارب المصالح الشخصية لكل وريث اتفقنا على انقسام الورثة إلى فريقين:
·الفريق الأول: أولاد الزوجة الأولى (2شباب +7بنات).
·الفريق الثاني: أولاد الزوجة الثانية المتوفية (4شباب +2 بنات).
وتم الاتفاق وتوقيع كافة الورثة البالغ عددهم 16 على تشكليل لجنة تحكيم لفض الخلاف بين الفريقين، في تقيم الموجودات وتقديم حلول رضائية في التوزيع.
وبسبب تضارب المصالح الشخصية للورثة في التوزيع والتقسيم، ظهر التعنت في الاختيارات المطروحة من قبل اللجنة، وبدأ عدم الموافقة بين الفريقين، فمفوض الفريق الأول لا يوافق على خيارات الفريق الثاني، والعكس صحيح، وأصبحت الجلسات فيها توتر والعند الشديد، تذمرت اللجنة من ذلك وهدد أحد أفرادها بأنه في حال عدم التوصل إلى حل سوف ينسحب ويفشل التحكيم.
فوافق المفوضون من الفريقين مكرهين، وصدرت القسمة.
الآن بعد العودة ودارسة القسمة تبين أنها ليس فيها عدالة توزيع، وإنما بالتقيم والحساب المادي صحيح.
أشرح أوضح: أخذ أحد الفريقين موقعا أفضل واستراتجيا كبيرا في الأراضي من الفريق الثاني، وذلك بالجو المتوتر الذي تم التوزيع فيه.
وإذا سائلت بعض أفراد الفريقين يقول: إنها غير موافقة عليها، وليست عادلة.
السؤال سيدى: تمت القسمة ونحن نقسم إرث بين ورثة، فهل نرضى بها ونقبل رغم أنها بمقاييس التوزيع ليست عادلة، ونقول بأنه هذا ما قسم الله لنا؟
أرجو المعذرة في الإطالة، فالفتوى على قدر النص.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كانت لحنة التحكيم عينها قاضي ثم قضى بها بعد القسمة فهي ملزمة لكم جميعا، وإذا كان التحكيم من قبلكم ثم لم ترضوا به فهذا لكم ولكم أن تعيدوا القسمة، وإن رضيتم به فهو ملزم لكم، وعلى كل حال أوصيكم بالتساهل مع بعضكم، فدوام الأخوة أفضل من المال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.