2006-12-07 • فتوى رقم 9308
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: ما صحة هذا الحديث؟
قال سبحانه وتعالى:( يا ابن آدم: جعلتك في بطن أمك، وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم، وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام، وجعلت لك متكا عن يمينك ومتكأ عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فالكبد، وأما الذي عن شمالك فالطحال، وعلمتك القيام والقعود في بطن أمك، فهل يقدر على ذلك غيري؟
فلما أن تمّت مدتك، وأوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك، فأخرجك على ريشة من جناحه، لا لك سن تقطع، ولا يد تبطش، ولا قدم تسعى، فأنبعث لك عرقين رقيقين في صدر أمك يجريان لبنا خالصا، حار في الشتاء وباردا في الصيف، وألقيت محبتك في قلب أبويك، فلا يشبعان حتى تشبع، ولا يرقدان حتى ترقد، فلما قوي ظهرك وأشتد أزرك، بارزتني بالمعاصي في خلواتك، ولم تستحي مني، ومع هذا إن دعوتني أجبتك، و إن سألتني أعطيتك، وإن تبت إليّ قبلتك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخرج أبو نعيم في الحلية فقال:
حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عبدالله بن خلة الصفار، حدثنا محمد بن يوسف الصوفي، حدثنا العباس بن إسماعيل الطامدي، حدثنا مكي بن إبراهيم بن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي قال: قرأت في التوراة، أو قال في صحف إبراهيم الخليل، فوجدت فيها:
يقول الله :يا ابن آدم: ما أنصفتني خلقتك ولم تك شيئا، وجعلتك بشرا سويا، خلقتك من سلالة من طين، فجعلتك نطفة في قرار مكين، ثم خلقت النطفة علقة، فخلقت العلقة مضغة، فخلقت المضغة عظاما، فكسوت العظام لحما، ثم أنشأتك خلقا آخر.
يا ابن آدم: هل يقدر على ذلك غيري، ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتبرم بك ولا تتأذى، ثم أوحيت إلى الأمعاء أن اتسعي، وإلى الجوارح أن تفرقي، فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها، وتفرقت الجوارح من بعد تشبكها، ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك من بطن أمك فاستخلصك على ريشة من جناحه، فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن، فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء، واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق، ثم قذفت لك في قلب والدك الرحمة وفي قلب أمك التحنن، فهما يكدان عليك ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينومانك.
يا ابن آدم: أنا فعلت ذلك بك لا لشيء استأهلت به مني، ولا لحاجة استعنت بك على قضائها.
يا ابن آدم: فلما قطع سنك وطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها، وفاكهة الشتاء في أوانها، فلما أن عرفت أني ربك عصيتني، فادعني فإني قريب مجيب، واستغفرني فإني غفور رحيم.
فهو إخبار عن التواراة أو صحف إبراهيم الخليل، والله أعلم بصحته، وغذا أردت معرفة ذلك فاكتب إلى متخصص في علم الحديث الشريف.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.