2007-01-06 • فتوى رقم 9857
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.
أما بعد: فمتى يعتبر الإنسان ميتاً شرعاً؟
أقصد هناك حالات يتضرر الدماغ ويتوقف عن العمل، لكن يبقى القلب والجهاز التنفسي يعملان، إما من تلقاء نفسيهما أو بالأجهزة المساعدة، فهل الإنسان يعتبر ميتا أم لا؟
ما حكم هذه الحالة، ومتى يمكن الحكم بالوفاة، لما لذلك من أهمية في الميراث، وحاجة بعض المشافي إلى الأجهزة المساعدة لإنقاذ أرواح اخرى.
وهل يجوز مساعدة المريض الميؤس من شفائه على الموت بإنقاص الأدوية والأجهزة المساعدة على الحياة؟
وجعل الله مكاننا وإياكم في الجنة مع الأحبة محمد وصحبه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما يسمى بقتل الرحمة مرفوض لدى عامة الفقهاء، وهو جريمة بإجماعهم.
ولكن ما هو الموت: هل يكون بموت الدماغ أو بتوقف القلب والرئتين توقفا لا عودة بعده؟ هذا محل جدل.
فجماهير الفقهاء المعاصرين والأطباء الأتقياء متفقون على أن الموت الدماغي وحده ليس موتا، ولكن الموت أن يتوقف الدماغ والقلب والرئتان توقفا لا يرجى العودة بعده.
وعليه فيكون نزع الأجهزة عن المريض الذي مات دماغه وقلبه يعمل مع تيسر إبقائه حرام شرعا وقتل بالسلب، أو تسبب بالقتل.
وكذلك اختلفوا في حكم التداوي للمريض؛ فمنهم من يذهب إلى أنه ليس واجبا أصلا، لا على المريض ولا على ذويه، ومنهم من يوجبه عندما يكون طريقا وحيدة لاستدامة الحياة.
ومن هنا قرر المجمع الفقهي في جدة جواز رفع الأجهزة عمن توفي دماغه، على اعتبار أن المداواة ليست واجبة أصلاً، وهو مخالف لما رجح عندي في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.